يوم التجربة ويوم الذواقة مع منال العالم في مطبخك
أعود بذكرياتي الى عدة أعوام مضت، تلك العادة التي اكتسبتها من خلال هوايتي في المطبخ ، وما زلت تتملكني الى وقتي هذا، فأنا تغمرني السعادة حين أمسك بمجلة تهتم بشئون المرأة والمنزل، ولا أخفي عليكم أنني أسارع بالبحث عن باب المطبخ بين صفحاتها قبل قراةء اي مقال أخر، أقرأ الوصفات بشغف شديد ورغبة جامحة في تجربتها، وانتقل من مجلات عامة بشئون المنزل الى أخرى متخصصة بالمطبخ، والى مجموعة متخصصة بالشوكولاتة فقط، أجمع الوصفات وأبحث عن الجديد دائما في مجموعتي الكبيرة من المجلات المتنوعة من العربية الى الغربية، من تلك التي اشتريها محليا او تلك التي تصلني باشتراك سنوي بالبريد، وأبدأ بممارسة هوايتي، علامة هنا وعلامة هناك عند تلك الوصفات التي اريد تجربتها، ويصبح شكل المجلات مضحكا من كثرة تلك الأوراق الصفراء الملتصقة هنا وهناك، ولكن لا يسعفني الوقت لتجربة المجموعة كلها، ويوما بعد يوم تتجمع الوصفات وتصبح اكثر وأكثر، وبعدها بأيام تنهال علي أعداد جديدة من المجلات، وأنسى القديم وأبدأ بوضع علامات على الجديد، وهكذا وجدت نفسي اجمع كمية كبيرة من الوصفات وأريد تجربتها كلها ولكني لا استطيع أبدا الانتهاء منها كلها، فكرت كثيرا كيف أستطيع الموازنة بين ما يتجمع لدي شهريا وما أملكه من الوقت، وجاءت في بالي هذه الفكرة، خصصت يوما في الأسبوع لدخولي المطبخ، وأسميته يوم التجربة.
عملت قائمة بأسماء الوصفات التي أرغب بتجربتها، ثم قسمت القائمة الى مجموعات حسب تصنيف الطبق، سلطة او رئيسي او حلويات,, الخ، قمت باختيار مجموعة من الوصفات المتقاربة، على سبيل المثال كلها شوربة او حلويات او سلطة.
أصبح لدي الآن مجموعة من السلطة على سبيل المثال، أبدأ بدراسة الوصفات، استبعد المتشابه منها، أجهز قائمة المشتريات التي أحتاجها، أقوم بالتسوق صباح يوم التجربة، وأتفرغ تماما لتطبيق الوصفات وتجربتها، وبجانبي طبعا جهاز الكمبيوتر او في بعض الأوقات مذكرة صغيرة وقلم، أسجل ملاحظاتي بدقة شديدة عن كل خطوة اقوم بها وكل اضافة او تعديل على الوصفات.
بصراحة شديدة في البداية كنت اقوم بتنفيذ الوصفات كماهي، وكان أفراد أسرتي هم ضحية يوم التجربة الموعود، ولكن بعد مرور الوقت أكتسبت تلك الخبرة الرائعة التي ميزت شخصيتي وميزتني بلمساتي الخاصة في كل وصفة، فأصبحت أقرأ الوصفة من المجلات ولكني أطبخها بطريقتي الخاصة على طريقة منال العالم، وأصبح يوم التجربة هو يوم الذواقة.
