الإتيكيت .. رفاهية أم ضرورة ؟!
كثيرا ما نتسائل حول ماهية الإتيكيت ، ومدي ضرورته بالنسبة لحياتنا اليومية ، خاصة أنه قد إرتبط مؤخرا بفئة إجتماعية محددة علي عكس باقي الفئات . فالإتيكيت إصطلاحا هو فن آداب السلوك والتعامل اليومي والحياة الراقية. هو علم له قواعده وأصوله المكتوبة والمنشورة بجميع لغات العالم منذ أقدم العصور. وهو أيضا فنّ لتسهيل ممارسة الحياة اليومية بأفضل السبل مع الآخرين وأكثرها جمالًا ورقيًّا وتهذيبًا. و مما لا شك فيه أن أفضل أنواع اللياقة واللباقة هو تهذيب القلب والعقل الذي يكتسبه المرء من أسرته ومن تجاربه وخبراته في الحياة. ويأتي هنا دور الإتيكيت ليعبّر عن تقاليد مدروسة تتبعها فئات المجتمع المختلفة بهدف إزالة الكثير من سوء التفاهم وسوء التصرّف تحت مبدأ تهذيب النفس وآداب إحترام الآخر.
الإتيكيت للرجل والمرأة
بما أن الإنسان مخلوق إجتماعي بطبعه وهو يميل إلى المشاركة والعيش ضمن الجماعات البشرية. لذلك عليه أن يتعلّم ممارسة السلوك السليم والإلتزام بالقواعد والمبادئ التي تنظم هذا السلوك. ولكن هناك مباديء أساسية للإتيكيت لكلا من الرجل والمرأة .
نلاحظ دائمًا أن صيغة التأنيث تطغى على لغة الإتيكيت، وكأن اللياقة واجبة فقط على المرأة ولا علاقة لها بالرجل، خصوصًا في المجتمعات الذكورية التي تسود فيها فكرة أن الرجل “لا يعيبه إلا جيبه”، وبالتالي فالرجل وفقًا لذلك ليس بحاجة إلى أن يتعلم أصول اللياقة واللباقة في تعامله مع الآخرين، لكنّ الواقع هو أن ما ينطبق على المرأة ينطبق على الرجل أيضًا. فإن أصول الإتيكيت مساوية لإحترام الذات وإحترام الآخرين وهي تمنح الرجل المزيد من القوة لا تضعفه.
للأسف، يخلط عدد لا يستهان به من الرجال بين قوة الإرادة والحزم وبين الفظاظة والوقاحة. فالبنسبة إليهم، أن تكون فظًّا يعني أن تكون رجلًا حازمًا. كذلك فإن الرجل الذي يتباهى بتعدد علاقاته الغرامية على الملأ، ويوحي للآخرين بأنه “دونجوان” عصره، لا يدرك أن هذا السلوك ليس مقبولًا . بالإضافة إلى ذلك، لقد وفّر علم الإتيكيت للمرأة نوعًا من الحماية من فظاظة الرجل الذي يبيح لنفسه أن يقول كلامًا غير لائق أو أن يقوم بأشياء معيبة أمام المرأة دون أن يخجل من نفسه أو أن يشعر بأنه قام بعملٍ شائن. والجدير بالذكر أن أغلب النساء بطبعن ومع إختلاف مراحلهم العمرية يُظهرن إهتماما عمليا تجاه آداب الإتيكيت المختلفة.